[img]http://akhawat.islamway.com/forum
تلك البطة المسكينة التي فقدت صغارها الخمسة في غمضة عين نتيجة لتهورها واعتدادها بنفسها رغم فكرها القاصر وعقلها الناقص الذي لم يجنبها الخطر الذي كان يترصد بصغارها وهي تعبر فتحات التهوية الأرضية بكل ثقة ، بعد أن عاشت نفس لحظات التردد التي نمر بها وتمر بها جميع الكائنات الحية قبل خوض غمار أي مغامرة فاشلة كتحذير إلهي من مغبة الإقدام على هذا الأمر الذي ربما يكون فيه هلاكنا ، ولعلنا ندرك من سياق هذه القصة أننا قد نلقى نفس مصير صغار البطة عندما ننقاد خلف كل ما هو غربي !!
ياه .. كم هي حزينة تلك اللحظة التي التفتت فيها بطتنا لتطمئن على صغارها بعد وصولها لشط الأمان عندما استيقظت على وقع الكارثة التي اختزلت العدد ستة في لمح البصر إلى واحد فقط ، ربما أراد الله أن يبقيه لها رحمة بقلبها وشفقة عليها ، فوقفت على طرف تلك الفتحات مذهولة وغير مصدقة أنها لن ترى فلذات كبدها مرة أخرى ولم تستطع أن تخفي علامات الحزن التي ظهرت جلية فوق منقارها وكادت الدمعة أن تطفر من عينيها لولا أن الله لم يهب لها هذه القدرة على ذرف الدموع كما وهبها لنا كي نذرفها بعد أن نتلذذ بعذابات الآخرين ، فها نحن في مثل هذا الموقف يحرص واحد منا ــ بكل خسة ونذالة ــ على التقاط هذه الصورة دون أن يتحرك بوازع من أخلاق أو شفقة أو رحمة لإنقاذ مثل هؤلاء الصغار ثم يقف متباكياً بحرقة ونحن من ورائه بعد أن فاز بقصب السبق وحقق حلمه بالتقاط هذه الصورة التي أكسبته شهرة عالمية وهو الذي كان بوسعه التضحية بكل ذلك والسعي لإنقاذهم جميعاً والوقوف بجانب هذه البطة المسكينة التي ليس لها من ذنب سوى أن قدراتها العقلية لم تسعفها لتدارك الخطر الذي كان يحدق بصغارها واعتقدت أن نجاحها نجاحٌ لهم وربما أحسنت الظن بنا وهي ترى واحداً منا ينظر إليها ، فسرى الاطمئنان إلى قلبها ولم يدر بخلدها أن هذا الإنسان لا يحمل من الإنسانية سوى دموعاً سيذرفها بعد أن يحقق النجاح الذي ينشده .
منقول لأروع الأعضاء