قال الله تعالى:
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ
إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ )
الأحزاب الآية 21.
الدرس الأول:
تعريف السّيرة النبويّة:
السّيرة في اللغة: سيرة الرجل هي صحيفة أعماله وكيفية سلوكه بين الناس، والسيرة هي تدوين أعمال أحد المشاهير. ومن معنى السيرة الطريقة والسنّة والمذهب.
السّيرة النبوية في الشرع: هي حياة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي رسول الله إلى الناس كافّة. وهي السّيرة الذاتية لخير الخلق وحبيب الحق.
أهميّة دراسة السّيرة النبويّة:
لمّا كان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم آخر رسل الله إلى البشرية جمعاء، لزم أن تكون سيرته واضحة للجميع، يستطيع كل أحدٍ الوصول إليها، والنظر فيها، والاستفادة منها. وقد قيّض الله رجالاً من الصحابة ومَن جاء بعدهم، نقلوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى صارت في متناول كل راغب ومحبّ .
وإنّ تتبّع تلك السّيرة العطرة والوقوف على أحداثها ووقائعها، وتناولها بالدّراسة والتحقيق له الأهميّة الكبرى، يرمي لها الباحثون، ويسعى إليها الدارسون، أهميّة عظيمة تجعل السّيرة النبوية مميّزة عن غيرها، فلا تكون دراستها من أجل المتعة فحسب، وإنّما لأجل غايات أسمى. وتكمن أهمية دراسة السيرة النبوية في النقاط الأساسية الآتية:
1 ـ معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة شاملة، كمعرفة نسبه ومولده ونشأته، وأسلوب دعوته من بعثته إلى وفاته صلى الله عليه وسلم ، تلك المعرفة التي تورث القُرب منه، ومحبّته التي ينبغي أن تُملأ بها القلوب بعد محبّة الله عز وجل.
2 ـ معرفة هديه صلى الله عليه وسلم في الأمور كلها، هديه في المنام والطعام والشراب والنكاح، هديه في الحلّ والتّرحال، هديه في السلم والحرب، هديه في التعامل مع ربه ومع نفسه ومع المخلوقين، هديه في التعامل مع المسلمين والمخالفين لهم، هديه في التربية والتعليم والدعوة والإرشاد، هديه في كل ما يحتاجه البشر، مما يترتب على ذلك محبّته صلى الله عليه وسلم واتباعه والاقتداء به، وتلك عبادة واجبة لا بد منها، وهي سبيل إلى الهداية، قال تعالى: ( قُلْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ فَإِنَّ تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُم وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا البَلَاغُ المُبِينُ ) النور الآية 54.
3 ـ أخذ الدروس والعبر، التي تُضيء للسّالك الطريق، وتوصله إلى برّ الأمان، تلك الدروس التي تُؤخذ من سيرته صلى الله عليه وسلم في جميع الأحوال، ولجميع الفئات.
4 ـ الوقوف على التطبيق العملي لأحكام الإسلام التي تضمنتها الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.
5 ـ الوقوف على دلائل معجزاته صلى الله عليه وسلم ، ممّا يقوّي الإيمان ويزيده.
6 ـ معرفة الصحيح الثابت عنه صلى الله عليه وسلم ، حتى يميّز عن غيره، وبالتالي تبقى السيرة صفحات بيضاء كما هي الحقيقة، بعيدة عن غلوّ الغالين، وتزييف الحاقدين.
7 ـ بيان ما كان عليه هذا القائد العظيم من صفات وشمائل، فلم ولن تجد سيرة أحدٍ ممّن خلق الله تماثلها، فضلاً عن أن تنافسها وتزيد عليها، فهو قدوة في كل شيء يحتاجه الإنسان، قال تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) الأحزاب الآية 21.
8 ـ معرفة الإسلام، عقيدة، وشريعة، وأخلاقاً.